Martes, 23 Diciembre, 2014
السائحان بين الأرض والسماء
"الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور" (متى 4: 16).
في عيد ميلاد مخلّصنا المطلّ علينا، تحضر إلى ذهني عبارة: "السائحان بين الأرض والسماء"، في إشارة إلى الله من جهة، والإنسان، من جهة أخرى، في عمليّة قائمة بينهما منذ سحيق الأيّام، أخذت تدريجياً شكل "السياحة"والتقرّب والمكاشفة والمعرفة والإيمان فالشركة، تلك الشركة التي أخذت، في نظرنا، معناها وبُعدها الأخير والنهائي بتجسّد الكلمة.
وقد تذكّرتُ أنّ هذه العبارة هي عنوان أوّل كتاب صدر لأخينا الحبيب بولس، بعدما صار راعياً لأبرشيّة حلب، والذي لا زال في مهمّة كنسيّة فريدة من أجلنا جميعاً. وبسبب هذا "التوارد"الحاصل، شعرتُ برجاء كبير في هذه الأيّام التي فيها المشرقُ من العُلى ينير على الثاويين في كورة الموت وظلاله: نوراً للثاوين تحت مطرقة السوء والآلام والشدائد، كما ولمن ثَوَت فيهم ظلمة العقل والقلب، مستخدمين هذه المطرقة عينها، إمعاناً في تحطيم صورة الله فيهم، وتنكيلاً بصورة الله في الآخرين.
ما من شكّ أنّ خدمتنا الرسوليّة اليوم تأخذ أبعاداً لا تقلّ أهميّة وامتحاناً وتحدّياً عن تلك التي واكبت تجسّد الكلمة. إلاّ أنّ إيماننا بأنّ جسد المسيح واحد، وأنّ النور الذي فيه واحد، وأنّ الرجاء الذي يغذّيه واحد، يلهمنا ويقوّينا، وإنْ أَنَّ أعضاؤه في عمليّة "المخاض"الخلاصيّة العسيرة التي يعيشونها في غير مكان. لذا تبقى "سياحتنا-خدمتنا"فريدة ورائدة، دائمة ومضنكة، مهما كان حجم الوزنات التي يحملها كلّ منّا، من أجل ولادةٍ في النفوس لنور الأبديّة، وشروقِ صورة الله في الإنسان في كرامتها الحقيقيّة.
باسم كنيستنا في الأرجنتين، أعبّر عن شكري لجميع الأحباء، إذ دعاؤكم لنا يخفّف الأتعاب، ومحبّتكم تشدّد أوصالنا، واستفقادكم يُحيي هممنا، لما فيه مجد الله في يسوع المسيح وفي أخيه الإنسان الجريح.
+ سلوان
متروبوليت بوينس آيرس وسائر الأرجنتين
في عيد ميلاد مخلّصنا المطلّ علينا، تحضر إلى ذهني عبارة: "السائحان بين الأرض والسماء"، في إشارة إلى الله من جهة، والإنسان، من جهة أخرى، في عمليّة قائمة بينهما منذ سحيق الأيّام، أخذت تدريجياً شكل "السياحة"والتقرّب والمكاشفة والمعرفة والإيمان فالشركة، تلك الشركة التي أخذت، في نظرنا، معناها وبُعدها الأخير والنهائي بتجسّد الكلمة.
وقد تذكّرتُ أنّ هذه العبارة هي عنوان أوّل كتاب صدر لأخينا الحبيب بولس، بعدما صار راعياً لأبرشيّة حلب، والذي لا زال في مهمّة كنسيّة فريدة من أجلنا جميعاً. وبسبب هذا "التوارد"الحاصل، شعرتُ برجاء كبير في هذه الأيّام التي فيها المشرقُ من العُلى ينير على الثاويين في كورة الموت وظلاله: نوراً للثاوين تحت مطرقة السوء والآلام والشدائد، كما ولمن ثَوَت فيهم ظلمة العقل والقلب، مستخدمين هذه المطرقة عينها، إمعاناً في تحطيم صورة الله فيهم، وتنكيلاً بصورة الله في الآخرين.
ما من شكّ أنّ خدمتنا الرسوليّة اليوم تأخذ أبعاداً لا تقلّ أهميّة وامتحاناً وتحدّياً عن تلك التي واكبت تجسّد الكلمة. إلاّ أنّ إيماننا بأنّ جسد المسيح واحد، وأنّ النور الذي فيه واحد، وأنّ الرجاء الذي يغذّيه واحد، يلهمنا ويقوّينا، وإنْ أَنَّ أعضاؤه في عمليّة "المخاض"الخلاصيّة العسيرة التي يعيشونها في غير مكان. لذا تبقى "سياحتنا-خدمتنا"فريدة ورائدة، دائمة ومضنكة، مهما كان حجم الوزنات التي يحملها كلّ منّا، من أجل ولادةٍ في النفوس لنور الأبديّة، وشروقِ صورة الله في الإنسان في كرامتها الحقيقيّة.
باسم كنيستنا في الأرجنتين، أعبّر عن شكري لجميع الأحباء، إذ دعاؤكم لنا يخفّف الأتعاب، ومحبّتكم تشدّد أوصالنا، واستفقادكم يُحيي هممنا، لما فيه مجد الله في يسوع المسيح وفي أخيه الإنسان الجريح.
+ سلوان
متروبوليت بوينس آيرس وسائر الأرجنتين